المقالات الطبية

ابكم

ابكم

رحلة عبر عالم “الأبكم”: دليلك الشامل لفهم وتعزيز التواصل

تُعدّ كلمة “الأبكم” من المصطلحات الشائعة التي تُستخدم للإشارة إلى الأشخاص الذين يعانون من صعوبة أو استحالة التحدث، غالباً ما يرتبط هذا المصطلح بالصمم، لكنّه قد ينشأ عن أسباب أخرى أيضاً.

يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل لفهم ماهية “البكم” وأسبابه وأنواعه، مع تسليط الضوء على سبل التواصل الفعّال مع الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، ودحض بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة حولهم.

ابكم
ابكم

ما هو “البكم”؟

يشير مصطلح “البكم” إلى عدم القدرة على التحدث أو صعوبتها، غالباً ما يرتبط هذا المصطلح بـ “الصمم” الذي يُعدّ السبب الأكثر شيوعاً للبكم، حيث يُعيق فقدان السمع أو ضعفه قدرة الشخص على سماع الأصوات وتعلم كيفية نطقها.

ومع ذلك، من المهمّ التأكيد على أنّ البكم قد ينشأ عن أسباب أخرى غير الصمم، تشمل:

الشلل الدماغي: قد يُؤثّر على عضلات الفم والحنجرة، ممّا يُعيق قدرة الشخص على التحكم في حركات النطق.
التشوهات الخلقية: مثل شق الحلق أو تشوهات اللسان، قد تُؤثّر على بنية الجهاز الصوتي وتُعيق قدرة الشخص على النطق بشكل طبيعي.
الإصابات: مثل السكتة الدماغية أو إصابات الدماغ، قد تُؤثّر على مراكز النطق في الدماغ وتُؤدّي إلى فقدان القدرة على الكلام.
اضطرابات النطق: مثل التأتأة أو فقدان القدرة على الكلام، قد تُؤثّر على قدرة الشخص على إنتاج الكلام بطلاقة أو بشكل مفهوم.

أنواع البكم:

يُمكن تصنيف البكم إلى نوعين رئيسيين:

البكم الخلقي: ينشأ هذا النوع عن وجود عيب خلقي يُعيق قدرة الشخص على السمع أو النطق منذ الولادة.
البكم المكتسب: ينشأ هذا النوع عن حدث أو مرض يُصيب الشخص بعد الولادة، ممّا يُؤدّي إلى فقدان القدرة على السمع أو النطق.

التواصل مع الأشخاص الأبكم:

يُواجه الأشخاص الأبكم صعوبات في التواصل مع الآخرين باستخدام الكلام، ممّا قد يُؤثّر على حياتهم الاجتماعية والعاطفية والنفسية.

ولكن، لحسن الحظ، تتوفر العديد من الأساليب الفعّالة للتواصل مع الأشخاص الأبكم، تشمل:

لغة الإشارة: هي نظام تواصل بصري يُستخدم فيه حركات اليد وتعبيرات الوجه والجسم لنقل المعاني.
القراءة على الشفاه: هي تقنية تُمكّن الشخص من فهم بعض الكلمات من خلال مراقبة حركة شفاه المتحدث.
الكتابة: هي طريقة فعّالة للتواصل مع الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في فهم الكلام أو التعبير عنه.
التقنيات المساعدة: مثل أجهزة التضخيم والبرامج النصية، تُساعد الأشخاص الأبكم على التواصل بشكل أفضل.

نصائح للتواصل الفعّال مع الأشخاص الأبكم:

كن صبوراً: قد يستغرق الأمر بعض الوقت لفهم الشخص الأبكم، لذا كن صبوراً وتواصل بوضوح.
حافظ على التواصل البصري: يُعدّ التواصل البصري عنصراً هامّاً في التواصل مع الأشخاص الذين يستخدمون لغة الإشارة.
تجنّب الصراخ أو التحدث بسرعة: قد يُؤثّر ذلك على قدرة الشخص الأبكم على فهمك.
استخدم تعبيرات الوجه والجسم: تُساعد تعبيرات الوجه والجسم على إيصال المشاعر ونقل المعاني.
كن مُتحلّياً بالفهم: تذكر أنّ الأشخاص الأبكم قد يواجهون صعوبات في فهم العالم من حولهم، لذا كن مُتحلّياً بالفهم والصبر.

مفاهيم خاطئة شائعة حول “الأبكم”:

جميع الأشخاص الأبكم مُتعلّمون: في حين أنّ بعض الأشخاص الأبكم قد تعلموا لغة الإشارة منذ الصغر، إلّا أنّ البعض الآخر قد لا يتمكن من ذلك بسبب صعوبات التعلم أو لأسباب أخرى.
الأشخاص الأبكم أقل ذكاءً: لا يُؤثّر البكم على الذكاء، فالأشخاص الأبكم يتمتعون بنفس قدرات الأشخاص الآخرين في مجالات التفكير والإبداع والتعلم.
الأشخاص الأبكم لا يستطيعون العيش بشكل مستقل: مع توفر التكنولوجيا والخدمات المساعدة، أصبح بإمكان الأشخاص الأبكم العيش بشكل مستقل وتحقيق النجاح في مختلف مجالات الحياة.

دور المجتمع في دعم الأشخاص الأبكم:

يُمكن للمجتمع أن يلعب دورًا هامًا في دعم الأشخاص الأبكم من خلال:

نشر الوعي حول “البكم”: فهم أسباب “البكم” وأنواعه وأساليب التواصل الفعّالة مع الأشخاص الأبكم.
توفير فرص التعليم والتدريب: ضمان حصول الأشخاص الأبكم على تعليم مناسب وتدريب على مهارات التواصل والمهارات الحياتية.
خلق بيئة شاملة: جعل الأماكن والمرافق العامة مُتاحة ومُيسّرة للأشخاص الأبكم، وتوفير خدمات الترجمة بلغة الإشارة.
مكافحة التمييز: منع التمييز ضد الأشخاص الأبكم في مختلف مجالات الحياة.

يُعدّ “البكم” تحدّياً يواجهه بعض الأشخاص، لكنّه لا يُعيق قدرتهم على العيش حياة مُثمرة وسعيدة.

من خلال فهم “البكم” وأسبابه وأنواعه، وتعلم أساليب التواصل الفعّالة مع الأشخاص الأبكم، ودعمهم من خلال نشر الوعي وتوفير الفرص المتساوية، يمكننا جميعًا المساهمة في بناء مجتمع أكثر شمولاً واحترامًا للتنوع.

 

يُعدّ هذا المقال دليلاً إرشاديًّا عامًّا، ويُنصح باستشارة أخصائيّين في مجال التواصل والتعليم للحصول على معلومات أكثر دقةً ومساعدة مُخصّصة للأشخاص الأبكم.

أرجو أن يكون هذا المقال دليلاً مفيدًا لفهم “البكم” وتعزيز التواصل مع الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.

السابق
اعراض الحمل
التالي
متة