اعراض مرض السكري عند الاطفال والشباب
يعتبر السكري أكثر الامراض الشائعة التي تصيب الأطفال والشباب قبل سن 25 عام. السكري نمط 1 الذي يمثل أكثر من 90% من تلك الحالات، عبارة عن مرض من أمراض المناعة الذاتية التي تنتج عن تدمير خلايا بيتا، مما يؤدي إلى نقص الأنسولين في الدم . وبالرغم من ذلك، تشهد حالات الإصابة بأنواع أخرى من السكري في الأطفال والشباب ارتفاعاً متواصلاً. أظهرت أساليب التشخيص الحديثة في مجال الوراثيات الجزئية أن عدد حالات السكري التي تنتج عن الوراثيات الجزئية أكثر مما كان معتقد حتى الآن. كما لوحظ ارتفاع عدد حالات السكري نتيجة لإمراض البنكرياس ( مثل تليف البنكرياس الكيسي) وأشكال أخرى من السكري (السكري نمط 2 والسكري المقاوم للأنسولين) في الأطفال والشباب.
تشير أحدث التقديرات إلى إصابة حوالي 10 – 15 ألف طفل وشاب (السن حتى 14 سنة) في ألمانيا بالسكري وحوالي 21 -24 ألف طفل حتى سن 19 سنة. وقدرت الإصابة الجديدة في التسعينيات بما يعادل 17 حالة سنوياً في كل 100 ألف طفل حتى سن 19 عام بزيادة سنوية تعادل 3 – 5 %. وخلال المقال الان سنتعرف مع دكتور اوفر علي طرق التعرف علي مرض السكري عند الطفال والشباب وما هي الاعراض المختلفة للمرض وطرق العلاج المختلفة لمرض السكري عند الاطفال والشباب
الاشخاص الاكثر عرضة للاصابة بمرض السكري من الاطفال والشباب
بالرغم من استخدام تركيز الأضداد وغيرها من الواصمات في حساب الخطر، فمازال هناك نقص شديد في وسائل الوقاية الفعالة ضد السكري نمط 1، لذلك لا ينصح بعمل مسحً شامل سواء بالنسبة للمواطنين عامة أو بالنسبة لمجموعات الأطفال والشباب المعرضة للخطر.
من الملاحظ أن 10 – 15 % من جميع الأطفال المصابين بالسكري نمط 1 قبل سن 15 سنة ينتمون إلى عائلات معروف إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بمرض السكري. بالإضافة، يرتفع خطر إصابة الطفل المولود لأب مصاب بالسكري إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالطفل المولود لأم مصابة بالسكري.
تشير بعض الدراسات التي أجريت في فنلندا(DIPP, TRIGR) إلى أن استخدام ألبان البقر في تغذية الرضع في سن مبكر يرفع من خطر الإصابة بالسكري نمط 1 في الأطفال المعروف لديهم خطر وراثي عالي، لذلك ينصح بالرضاعة الطبيعية في هذه الحالات كوسيلة فعالة للوقاية ضد السكري نمط 1. يعتمد هذا أيضاً على بداية التعرض إلى تلك المواد الغذائية، فقد أكدت جميع التقارير التي نشرها باحثو الدراسات الأمريكية DAISY والدراسات الألمانيةBABYDIAB أن إصابة الخلايا الجزيرية بالمناعة الذاتية تحصل لدى عدد أكبر من الرضع الذين يتعرضون لنظام غذائي يخالف الإرشادات التقليدية، مثلاً من خلال تناول حبوب تحتوي على الغلوتين قبل سن ثلاثة أشهر.
وتعتبر السمنة المفرطة من الأسباب الرئيسية في ارتفاع الإصابة بالسكري نمط 2 في الأطفال والشباب. كشفت عدة أبحاث محلية أجريت في ألمانيا عن ارتفاع شديد في معدل انتشار السكري في هذه المجموعة، فيعتبر السكري أكثر الأمراض المزمنة التي تصيب الأطفال والشباب عندما يزيد منسب كتلة الجسم عن 96، وعلى الأخص عندما تصاحب السمنة بأمراض أخرى مثل فرط ضغط الدم وشذوذ الشحميات في الدم.
تشخيص السكري في الأطفال والشباب
لا تختلف أساليب تشخيص السكري في الأطفال والشباب عنها في البالغين. ويعتمد التشخيص في المقام الأول على قياس تركيز الغلوكوز في البلازما على الريق.
قد تظهر أولى أعراض السكري نمط 1 في الأطفال في شكل حماض كيتوني، أو ارتفاع تركيز الغلوكوز في الدم بعد الأكل، أو ارتفاع متوسط في تركيز الغلوكوز على الريق الذي قد يتطور سريعاً إلى ارتفاع شديد في تركيز الغلوكوز، أو في شكل حماض كيتوني نتيجة للإصابة بالعدوى أو الإرهاق.
وبما أن السكري نمط 1 ينتج عن تدمير خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، قد يحتوي الدم على أضداد بروتين الخلايا الجزيرية مدة أشهر أو حتى عدة سنوات قبل ظهور الأعراض. تعتمد الاختبارات التي تتنبأ بإصابة الطفل بالسكري على اكتشاف هذه البروتينات في الدم (GAD-65, ICA, IAA and IA-2)، فيعتبر الأطفال الذين يكتشف لديهم تركيز عال من أحد هذه الأضداد أو عدة أنواع منها، أكثر عرضة للإصابة بالسكري نمط 1.
كثيراً ما تصاحب الإصابة بالسكري نمط 1 في الأطفال والشباب بالداء البطني والتهاب الدرقية الناجم عن المناعة الذاتية التي قد تظل فترة طويلة دون أعراض.
أما السكري نمط 2 فيصيب عامة الأطفال المصابين بالسمنة المفرطة ويعانون من مقاومة الأنسولين، أو ينتمون إلى عائلات شخص فيها إصابات سابقة بالسكري نمط 2. ينصح في هذه المجموعة المعرضة للاختطار العالي بعمل الاختبارات الدورية (مرة كل عام أو عامين) لاكتشاف السكري على الأكثر عند بداية سن 10 أعوام.
كما سجلت إصابة بعض حالات السكري في الشباب بالولايات المتحدة والهند بأمراض مصاحبة مثل البيلة الألبومينية الزهيدة وارتفاع تركيز الكولسترول في الدم وفرط ضغط الدم، والتي كثيراً ما تشخص عند بداية الإصابة بالسكري.
علاج السكري في الأطفال والشباب
-
أهداف العلاج
يشمل علاج السكري نمط 1 في الأطفال والشباب العلاج الدوائي بالأنسولين والنظام الغذائي الخاص وزيادة الحركة البدنية والاختبارات المنتظمة لمراقبة تركيز الغلوكوز في الدم. لا توجد صيغة موحدة لتحديد جرعة الأنسولين تلائم علاج جميع الأطفال، لذلك تستخدم بعض النظم الحسابية في تحديد جرعات الأنسولين اللازمة بناء على تركيز الغلوكوز في الدم ومقدار الغذاء. غالباً ما يوضع منهج العلاج الفردي طبقاً لاحتياجات الطفل وظروفه الشخصية بالتعاون بين الطبيب المعالج وأفراد الأسرة من حيث تحديد الجرعة ونوع العلاج الدوائي سواء بالأنسولين (بالحقن أو بالمضخة) أو استخدام العلاج الفموي، إلى جانب وضع نظام غذائي مناسب.
بالإضافة إلى المحافظة على أقل تركيز من الهيموغلوبين HbA 1c، يهدف العلاج إلى الوقاية ضد اضطرابات الأيض الشديدة سواء كانت في شكل نقص السكر في الدم أو حماض كيتوني أو الإصابة بالغيبوبة السكرية. كما يهدف للعلاج إلى الوقاية ضد الأمراض الناتجة عن السكري من خلال التشخيص المبكر للأمراض المصاحبة مثل فرط ضغط الدم وشذوذ استقلاب الشحميات والسمنة المفرطة. ويجب أن يدعم العلاج النمو البدني للطفل من خلال المراقبة المتواصلة وقياس الطول والوزن والنشاط. بالإضافة، يجب أن يراعي العلاج تأثير السكري الذي يعيق الطور النفسي في الأطفال وخفض هذا التأثير السلبي إلى أقصى درجة، ومساعدة الطفل في الاعتماد على النفس ومشاركة العائلة في العلاج، وتوفير العلاج النفسي عندما تحتاج الحالة.
-
العلاج الدوائي
يعتبر العلاج المكثف بالأنسولين بديلاً أساسياً عن نقص إفراز الأنسولين بالجسم ويجب أن يستمر طوال الحياة. لم تستطع الدراسات التي أجريت حتى الآن إثبات كفاءة العلاج المركب بالأنسولين والعلاج الفموي كوسيلة فعالة للتحكم في تركيز الغلوكوز بالدم في الأطفال والشباب. ومع ذلك، فقد يلائم أسلوب حقن الأنسولين المتواصل تحت الجلد علاج بعض الحالات مقارنة بالحقن المتكرر على مدار اليوم.
أجريت عام 1995 دراسة DCCT حول تأثير العلاج المكثف بالأنسولين في التحكم في الاستقلاب على الأمد الطويل، حيث أشارت إلى انخفاض خطر الإصابة باعتلال الشبكية في مجموعة المعالجة المكثفة بالأنسولين ، مع مراعاة أن الدراسة لم تشمل أطفال أقل من 13 سنة.
من ناحية أخرى، يرتفع خطر الإصابة بنقص السكر في الدم عند العلاج المكثف بالأنسولين خاصة في السن المبكر. هنا يتضح دور برامج التدريب والتعليم الخاصة بالتعامل مع انخفاض السكر بالدم. كما يمكن استخدام مضاهئات الأنسولين سريعة المفعول في شكل حقن 3 – 4 مرات يومياً كبديل عن العلاج بالأنسولين المكثف بهدف خفض خطر الإصابة بنقص السكر في الدم.، بالإضافة إلى استخدام مضخة تسريب الأنسولين المتواصل تحت الجلد والتي تتحكم في جرعة الأنسولين طبقاً للحالة.
وبما أنه من الصعب التحكم المتواصل في الغذاء الذي يتناوله الطفل، ينصح بإعطاء جرعات من مضاهئات الأنسولين قصيرة المفعول بعد الأكل، بالرغم من عدم الحصول على أي دلائل تثبت تحسن تركيز الهيموغلوبين HbA 1c في الدم بعد علاج الأطفال بمضاهئات الأنسولين مقارنة بالأنسولين التقليدي.
بالإضافة إلى حقن الأنسولين مع الوجبات، يجب التعويض عن حاجة الجسم الأساسية للأنسولين من خلال حقن الأنسولين طويل المفعول (مستعلق أنسولين الزنك أو مضاهئات الأنسولين طويلة المفعول)، أو عن طريق الأنسولين متوسط المدى (مستعلق الأنسولين المتجانس). كما يمكن استعاضة الأنسولين الأساسي في الأطفال أقل من 6 سنوات باستخدام مضاهيء الأنسولين ممتد المفعول Glargin، بالرغم من عدم الحصول على أي أدلة تشير إلى تحسن تركيز الهيموغلوبين HbA 1c بالدم في الأطفال نتيجة للعلاج بمضاهئات الأنسولين مقارنة بالعلاج بمستعلق الأنسولين التجانس.
أما علاج السكري نمط 2 في الأطفال، فيعتمد في الدرجة الأولى على النظام الغذائي الصحيح وزيادة الحركة ومراقبة تركيز الغلوكوز في الدم بصفة منتظمة. وعندما تفشل هذه الوسائل في المحافظة على مستويات طبيعية من الغلوكوز في الدم، يستكمل العلاج بالأدوية طبقاً للحالة الفردية لكل طفل. تتوافر مجموعة متنوعة من الأدوية المستخدمة سواء بالفم أو بالحقن. قد ينصح بتناول الشباب عدة أنواع من الأدوية المخفضة للغلوكوز والتي تختلف في المفعول: فتتوافر أدوية تعمل من خلال تدعيم إفراز الأنسولين داخلي المنشأ، أو تثبيط إنتاج الغلوكوز المفرط في الكبد، أو تعزيز حساسية العضلات والأنسجة الشحمية للأنسولين، أو تثبيط امتصاص السكريات من الأمعاء، أو تأخير إفراغ المعدة، أو تثبيط إفراز الغلوكاغون، أو دعم الشعور بالشبع. يعتبر metformin من أكثر الأدوية المستخدمة في علاج السكري نمط 2 في الأطفال والشباب، ويسمح باستخدام Glimperide في الأطفال بعد سن 8 سنوات.
-
النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني
تمثل استشارات التغذية عنصراً رئيسياً من عناصر برنامج العلاج الشامل. يعتمد نجاح التحكم في مرض السكري على النظام الغذائي المناسب، فلا يمكن تحديد جرعات العلاج الدوائي الملائمة دون التعرف على تأثير الغذاء على تركيز الغلوكوز في الدم. يتولى الطبيب أو أخصائي التغذية وضع نظام غذائي طبقاً لظروف كل حالة. فبالنسبة للأطفال المصابين بالسكري نمط 1، يجب مراعاة احتياجات النمو الغذائية. أما في الأطفال المصابين بالسكري نمط 2 فيجب في المقام الأول تغيير العادات الغذائية و التي تساعد على توازن الطاقة وتخفض من الوزن أو تمنع الإصابة بالسمنة، بالإضافة إلى تنظيم أوقات الوجبات على الأخص بالنسبة للأطفال الذين يخضعون للعلاج بالأنسولين.
كما يلعب النشاط البدني دوراً هاماً في نجاح التحكم في مرض السكري، من خلال خفض تركيز الغلوكوز في الدم وزيادة الحساسية للأنسولين، على الأخص في حالات السكري نمط 2، حيث تساهم الحركة في إنقاص الوزن. قد يواجه الأطفال المصابون بالسكري نمط 1 مشكلة التعرض إلى نقص السكر في الدم أثناء النشاط البدني، لذلك يجب على الطفل المصاب قياس تركيز الغلوكوز بالدم قبل بداية النشاط الرياضي أو التدريب، وعدم متابعة النشاط حتى يسترد تركيز الغلوكوز الطبيعي.
-
برامج الإرشاد والتدريب الصحي
يعتمد نجاح العلاج على مدى نجاح الأنسولين الخارجي في محاكاة إفراز الأنسولين الطبيعي في الجسم، وبالتالي يعتمد على مدى الوعي والتدريب الذي تحصل عليه الأسرة. لذلك يجب توجيه اهتمام خاص بتوفير برامج الإرشاد والتدريب المنتظم لكل من الطفل وأفراد الأسرة وغيرهم ممن يتولون رعاية الطفل في الحياة اليومية، بهدف إرشادهم إلى كيفية ضبط الجرعة والأسلوب المناسب لإعطاء الأنسولين. وبالرغم من عدم توافر أدلة علمية تثبت التأثير المنهجي لبرامج التعليم التي توضح أسباب المرض وأساليب العلاج على متثابتات الأيض، ثبت أن برامج التدريب التي تدعم الطفل والأسرة في إدارة المرض تؤثر إيجابياً على نتائج العلاج.
تشمل هذه البرامج تعليم الطفل كيفية الاعتماد على النفس في الحياة اليومية تدريجياً، وزيادة الوعي الخاص بأضرار التدخين وخطر الإصابة بالأمراض الأخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.