الاستفراغ عند الأطفال | Vomiting in children: دليل شامل لكل ما تحتاج معرفته
يُعتبر الاستفراغ (القيء) عند الأطفال من أكثر الأعراض شيوعًا التي تثير قلق الأهل. تختلف الأسباب بين البسيطة والخطيرة، ويجب التعامل مع الحالة بحرص لفهم أسبابها والحد من مضاعفاتها. في هذا الدليل، سنغطي بالتفصيل كل ما تحتاج معرفته حول أسباب الاستفراغ عند الأطفال، كيفية التعامل معه، والطرق الوقائية والعلاجية.

أسباب الاستفراغ عند الأطفال: لماذا يحدث؟
1. عدوى الجهاز الهضمي (التهاب المعدة والأمعاء)
السبب الأكثر شيوعًا للاستفراغ عند الأطفال هو التهاب المعدة والأمعاء نتيجة الفيروسات أو البكتيريا.
الأعراض المصاحبة: الحمى، الإسهال، ضعف الشهية.
متى يحدث؟ غالبًا ما يتسبب فيروس الروتا في هذا النوع من الاستفراغ.
2. التسمم الغذائي
يتسبب تناول طعام ملوث أو غير مطهو جيدًا في الاستفراغ.
الأعراض المصاحبة: مغص بطني شديد، إسهال، غثيان.
التصرف المناسب: مراقبة الطفل واستشارة الطبيب إذا لم يتوقف القيء بعد عدة ساعات.
3. ارتجاع المريء عند الرضع
يُعتبر ارتجاع المريء من الأسباب الشائعة للقيء عند الأطفال الرُضّع.
يحدث نتيجة عدم اكتمال نمو عضلة المريء.
أعراض أخرى: عدم زيادة الوزن، بكاء شديد.
4. الحساسية وعدم تحمل بعض الأطعمة
بعض الأطفال يعانون من حساسية تجاه منتجات الألبان أو البيض أو أطعمة أخرى.
الأعراض: طفح جلدي، ضيق التنفس مع القيء.
كيف تُشخّص؟ من خلال استشارة الطبيب لإجراء اختبارات الحساسية.
5. الأسباب النفسية والعاطفية
قد يحدث الاستفراغ بسبب الضغوط العاطفية أو التوتر عند الأطفال، خاصة أثناء الامتحانات أو عند تغير بيئتهم.
6. الانسداد المعوي
في بعض الحالات، يُسبّب الانسداد المعوي المفاجئ قيئًا مستمرًا.
أعراض مقلقة: انتفاخ البطن، ألم حاد، استفراغ دموي أو أخضر اللون.
هذه الحالة تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا.
متى يكون الاستفراغ عند الأطفال خطيرًا؟
1. استمرار القيء لأكثر من 24 ساعة
إذا استمر الاستفراغ لدى الطفل لأكثر من يوم كامل ولم يتحسن، يجب مراجعة الطبيب.
2. الجفاف الناتج عن الاستفراغ المتكرر
علامات الجفاف:
جفاف الفم والشفاه.
قلة التبول.
شحوب الجلد وانخفاض النشاط.
الجفاف خطير للغاية خصوصًا لدى الأطفال دون عمر سنتين.
3. وجود دم في القيء
إذا كان لون القيء أحمر أو يشبه القهوة المطحونة، فهذا قد يدل على نزيف في الجهاز الهضمي.
4. قيء مصحوب بارتفاع حرارة شديدة
هذا قد يدل على وجود التهاب يستدعي العلاج الفوري.
5. القيء المستمر مع انتفاخ البطن وألم شديد
قد يكون إشارة على الانسداد المعوي أو مشاكل صحية معقدة أخرى.
كيفية التعامل مع الاستفراغ عند الأطفال في المنزل
1. تعويض السوائل
يُعتبر تعويض السوائل المفقودة أمرًا حيويًا لتفادي الجفاف.
قدمي للطفل محلول معالجة الجفاف (ORS) المتوفر في الصيدليات.
تجنبي إعطاء عصائر تحتوي على سكريات عالية، لأنها قد تزيد الإسهال.
2. تنظيم وجبات الطعام
تجنبي إطعام الطفل وجبات ثقيلة بعد الاستفراغ مباشرة.
قدمي وجبات خفيفة مثل الأرز المسلوق، البطاطس المسلوقة أو التوست الجاف.
3. الراحة التامة للطفل
تأكدي من راحة الطفل ومنحه الوقت الكافي للنوم.
4. تجنب الأدوية دون استشارة طبيب
لا يجب استخدام مضادات القيء إلا بعد استشارة الطبيب، خاصة مع الرضع والأطفال الصغار.
علاج الاستفراغ عند الأطفال: متى تحتاجين للطبيب؟
في الحالات التالية، يجب استشارة الطبيب فورًا:
استمرار القيء لأكثر من 12-24 ساعة.
علامات الجفاف الشديد.
وجود قيء دموي.
ألم شديد في البطن.
العلاجات الطبية المتاحة:
الأدوية المضادة للقيء: تُوصف فقط تحت إشراف الطبيب.
السوائل الوريدية: لتعويض الجفاف الشديد.
تشخيص شامل: عند الاشتباه بمشكلات مثل الانسداد المعوي أو الارتجاع.
الوقاية من الاستفراغ عند الأطفال: نصائح هامة
الحرص على غسل الأيدي باستمرار: لتفادي انتقال الفيروسات المسببة للاستفراغ.
تقديم الطعام الصحي والنظيف: تجنبي تقديم أطعمة غير مطهوة جيدًا.
الحفاظ على رطوبة الجسم: تقديم كميات مناسبة من السوائل للطفل طوال اليوم.
مراقبة الأطعمة التي يتحسس منها الطفل: استشيري الطبيب لتحديد الحساسية الغذائية.
الأسئلة الشائعة حول الاستفراغ عند الأطفال
1. هل القيء المتكرر طبيعي عند الرضع؟
نعم، قد يكون طبيعيًا في الأشهر الأولى بسبب الارتجاع البسيط. ولكن إذا استمر القيء بكثرة أو صاحبه ضعف وزن، يُنصح بزيارة الطبيب.
2. ما هو أفضل مشروب لتعويض السوائل بعد الاستفراغ؟
محلول معالجة الجفاف هو الخيار الأفضل. يمكن أيضًا تقديم الماء أو مغلي النعناع الدافئ حسب الحالة.
3. كيف أتعامل مع قيء الطفل أثناء النوم؟
احرصي على وضع الطفل على جانبه لمنع دخول القيء في مجرى التنفس.
4. متى يحتاج الطفل لتحليل الدم؟
عندما يصاحب الاستفراغ علامات مثل فقدان الوزن، التعب الشديد، أو علامات الجفاف المستمر.
التعامل الصحيح مع الاستفراغ يحمي طفلك من المضاعفات
الاستفراغ عند الأطفال أمر شائع ويحدث لعدة أسباب تتراوح بين العدوى والارتجاع وحتى العوامل النفسية. الأهم هو متابعة الأعراض بدقة واتخاذ الإجراءات المناسبة سواء بتعويض السوائل أو استشارة الطبيب عند الضرورة. من خلال الوعي والمعرفة، يمكنك حماية صحة طفلك وتفادي المضاعفات الخطيرة.