علاج اللوز
تعد جراحة استئصال اللوزتين من أكثر الجراحات التي تطبق في العالم وذلك منذ أن قام Celsus بعمل أول جراحة استئصال اللوزتين في عام 30 قبل الميلاد وتعد الجراحة احد الحلول المستخدمة قديما لعلاج اللوز الا ان الاساليب الحديثة جعلت من الجراحة امر ثانوي في علاج اللوز وخلال المقال سنتعرف مع دكتور اوفر علي الطرق الحديثة التي تستخدم في علاج اللوز
الطرق الحديثة في علاج اللوز
الجذ بالذبذبة الراديوية مرور تيار كهربي بالذبذبة الراديوية ثنائية القطب خلال وسط المحلول الملحي، فينتج التيار الكهربي مجال من البلازما من أيونات الصوديوم. تعمل هذه الأيونات على صهر الأنسجة عند درجة حرارة 60 درجة مئوية فقط. يعمل هذا الأسلوب على تفتت الجزيئات عند درجة حرارة منخفضة، وبالتالي إزالة الأنسجة مع تعريض الأنسجة المجاورة إلى أقل درجة من النخر.
جاء تطور منهج الجذ بالذبذبة الراديوية نتيجة للحاجة إلى إيجاد فعالية وأمان وتناتج مقبول لنتائج استئصال اللوزتين.
يتميز هذا الأسلوب بالضرر المحدود الذي يمكن التحكم فيه. بعد التئام الجرح، يؤدي تيار الذبذبة الراديوية الناتج إلى تكون ندبات وانكماش الأنسجة، وبالتالي يؤدي إلى اختزال الحجم.
أجريت الدراسة للمقارنة بين أسلوب التسليخ التقليدي في استئصال اللوزتين وأسلوب الجذ بالذبذبة الراديوية من حيث الجوانب الجراحية والمتغيرات التالية للجراحة.
المرضى والأساليب
أجريت هذه الدراسة المعشاة الإستباقية الموجهة مزدوجة التعمية في الفترة ما بين سبتمبر/ أيلول 2005 ويناير/كانون الثاني 2006. شملت الدراسة 40 مريض ( العمر ما بين 3 – 9 سنوات) تعرضوا إلى أكثر من خمسة نوبات التهاب اللوز الحاد في العام الواحد ووصف لهم العلاج الجراحي لاستئصال اللوزتين. استبعدت الدراسة المرضى المصابين بأمراض جهازية مثل حمى الروماتيزم. أجريت جميع الجراحات والرعاية التالية للجراحة داخل قسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب القاهرة (مستشفيات القصر العيني ومستشفى الأطفال بالمنيرة). قسمت الحالات المسجلة إلى مجموعتين: المجموعة 1 (20 مريض) خضعت لجراحة التسليخ التقليدي لاستئصال اللوزتين، بينما خضعت المجموعة 2 (20 مريض) إلى جراحة جذ اللوزتين بالذبذبة الراديوية.
المنهج الجراحي
أجريت جميع الجراحات تحت التخدير الكامل بالإضافة إلى جرعة واحدة من المضاد الحيوي أثناء الجراحة.
– استخدمت الآلات الباردة في المجموعة 1 ، وأجري الإرفاء عن طريق الربط وتطبيق الضغط (دون استخدام الانفاذ الحرري).
– خضعت المجموعة 2 لجراحة استئصال اللوزتين باستخدام آلة الجذ بالذبذبة الراديوية والمجهر الجراحي.
تم جذ اللوزة عند مستوى القدرة 6 – 7. بعد القبض على اللوزة من الجهة الناصفية، ثم عمل الجذ باستخدام مسبار الجذ في نظام Evac أو Evac 70 بداية من القطب الذنبي، كما وصف كل من Timm and Temple في عام 2001.وتم شفط المحلول الملحي المستخدم في الإرواء عن طريق قناة خاصة داخل المسبار.
كما تم التحكم في النزف عن طريق تحويل المسبار من طرز الجذ إلى طرز التخثير باستخدام قطعة القدم، ولم تنشأ الحاجة إلى ربط القطب العلوي أو السفلي. سرير اللوزة الأيمن بعد جراحة الجذ بالذبذبة الراديوية لاستئصال اللوزتين
الرعاية التالية للجراحة
خرج المرضى من المستشفى بعد يومين، وواصل الأهل مراقبة المريض حتى زيارة المتابعة في اليوم السابع من الجراحة. تلقى جميع المرضى نفس الجرعة من المسكنات والمضاد الحيوي خلال نفس الفترة الزمنية.
متثابتات التقييم
– المتثابتات الجراحية: زمن الجراحة – تناتج الأسلوب – مقدار النزف
– المتثابتات التالية للجراحة: تقييم شدة الألم – ارتفاع الحرارة – البلع ( سجل يوم استعادة القدرة الطبيعية على البلع كمؤشر إلى تأثير الأسلوب على البلع) – التئام الجرح (باستخدام نسبة زحف الغشاء المخاطي الطبيعي) – المضاعفات
التحليل الإحصائي
تمت المقارنة بين المجموعتين بناء على القيم سابقة الذكر المكتسبة أثناء الجراحة وبعد الجراحة. بعد تحليل البيانات ودراستها إحصائياً باستخدام أساليب غير متثابتية وتسجيل قيم p حيث اعتبرت قيمة أقل من 0,05 ذات أهمية.
مميزات اسلوب الذبذبة الراديوية
أدخل أسلوب جراحة الجذ بالذبذبة الراديوية بهدف تحسين نتائج الجراحة من حيث الشفاء السريع وخفض الألم واستعادة القدرة على البلع وخفض معدل المضاعفات. صممت الدراسة موضوع البحث للمقارنة بين جوانب الجراحة المختلفة في أسلوبي استئصال اللوزتين بالتسليخ التقليدي والأسلوب الجديد نسبياً بالجذ.
أظهرت الدراسة أن جراحة الجذ تستغرق زمناً أطول (متوسط41,5 دقيقة مقارنة بمتوسط 33,8 دقيقة في الجراحة التقليدية). وعند اعتبار أن الزيادة ترجع إلى زمن ضبط المعدات، نجد أن خطوات الجراحة الفعلية تستغرق نفس الوقت في الأسلوبين.
ولم تشر التقارير إلى أي اختلاف بين الأسلوبين من حيث المنهج الجراحي. فقد وجد Timm and Temple أن الأسلوبين يتطلبان نفس المهارات، مثلما روى Divi et al. الذي قام بعمل دراسة على 1000 حالة. وقام Chang بالمقارنة بين سهولة الجراحة عند تطبيق أسلوبين مختلفين على كل لوزة في المريض الواحد، فلم تشر النتائج إلى وجود أية اختلافات في التناتج.
أما النتائج التي حصلنا عليها فلم تشر أيضاً إلى أية اختلاف من حيث الصعوبة أو التناتج.
وبالنسبة إلى النزف، فقد أظهرت بعض الدراسات تفوق الاستئصال بالجذ. وأشار O’Leary and Vorrath إلى زيادة النزف عند استعمال الانفاذ الحراري في التسليخ مقارنة بالجذ. وذكر Woodson et al. أن متوسط النزف 23 مليلتر في الجذ، بينما لم تظهر الدراسات الأخرى أي اختلاف.
أظهرت الدراسة أن متوسط النزف في مجموعة الجذ 36,5 ملي لتر مقارنة بمقدار 104,5 في الأسلوب التقليدي، مما يعكس اختلاف كبير بين الأسلوبين من حيث النزف.
أما بالنظر إلى الألم التالي للجراحة، فقد أظهرت الدراسة التي أجراها Chang على 100 طفل انخفاض ملحوظ في الألم بعد جراحة الجذ، بينما لم تشر الدراسة التي أجراها Philpott et al. على 92 من البالغين إلى وجود أي اختلاف في درجة الألم التالي للجراحة، مثلما أشارت الدراسة التي أجراها Ayra, Donne and Nigam.
أما في الدراسة التي أجريناها فقد استخدمنا حرز من 10 نقاط في التقييم، فأظهر الأسلوبان نفس الحرز في اليوم الأول التالي للجراحة بينما تفوق أسلوب الجذ بعد مرور عدة أيام.
وبالنظر إلى ارتفاع درجة الحرارة بعد الجراحة فلم تظهر الدراسة أهميتها في المقارنة بين الأسلوبين.
يمثل البلع أحد المتثابتات الهامة في المقارنة، فاستعادة الوظائف في مرحلة مبكرة تعني الشفاء السريع. أظهرت الجراحة التي أجريناها استعادة وظيفة بلع المواد الغذائية الصلبة أسرع بعد جراحة الجذ.
أجري كل من Timm and Temple وكذلك Blackburn دراستين مختلفتين في المملكة المتحدة حول استئصال اللوزتين بالجذ، أيدتا الأسلوب بالنظر إلى التئام الجرح.
ويمثل النزف التالي للجراحة أكثر المضاعفات غير المرغوبة. هذا وقد تضاربت التقارير المنشورة عن الدراسات المختلفة في المقارنة بين الأسلوبين. فقد أشار Windfuhr, Deck & Remmert في ألمانيا إلى ارتفاع معدل النزف التالي لاستئصال اللوزتين في الأطفال والبالغين بعد جراحة الجذ (النزف الثانوي حدث في 7,9% من الحالات مقارنة بنسبة 0,8% في جراحة التسليخ التقليدي، وبالتالي يؤمنون بأن الجراحة التقليدية هي الأسلوب المثالي.
هذا ويجب الانتباه إلى أن معدل حدوث النزف يرتفع في البالغين بعد جراحة الجذ حسب الدراسة التي أجراها Noon & Hargreaves بينما تشير الدراسة التي أجراها Divi & Benninger في الولايات المتحدة إلى عدم وجود أي اختلاف بين الأسلوبين.
ولم تشر الدراسة التي أجريناها إلى حدوث النزف التالي للجراحة مع الأسلوبين والذي قد يرجع إلى العدد الضئيل من المرضى المشاركين في الدراسة.
الخلاصة
عند المقارنة بين استئصال اللوزتين بالأسلوب التقليدي وأسلوب الجذ بالذبذبة الراديوية، يظهر تفوق الأسلوب الأخير من حيث الشفاء السريع والألم التالي للجراحة واستعادة وظيفة البلع والتئام الجرح وقلة النزف. ومن ناحية أخرى تعتبر التكلفة العالية وزمن الجراحة المطول من مساوئ أسلوب الجذ، بينما لم تسمح الدراسة بتقييم المضاعفات التالية للجراحة.