يُعتبر الهرمون الموجّه للغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG) من أهم الهرمونات التي تلعب دورًا حاسمًا خلال فترة الحمل. يُفرَز هذا الهرمون بواسطة المشيمة بعد انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويُستخدم كعلامة بيولوجية للكشف عن الحمل. في هذا الدليل الشامل، سنتناول كل ما يتعلق بفحص hCG، من تعريفه وأهميته، إلى كيفية إجرائه وتفسير نتائجه.
ما هو الهرمون الموجّه للغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG)؟
الهرمون الموجّه للغدد التناسلية المشيمائية البشرية، المعروف اختصارًا بـ hCG، هو هرمون بروتيني تُنتجه المشيمة خلال فترة الحمل. يبدأ إفراز هذا الهرمون بعد انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويُعتبر مؤشرًا حيويًا لوجود الحمل وتطوره.
متى يظهر هرمون الحمل في الدم وما نسبه الطبيعية؟
يبدأ هرمون hCG بالظهور في الدم بعد حوالي 11 يومًا من الإخصاب، وفي البول بعد 12-14 يومًا. تتضاعف مستوياته كل 48-72 ساعة خلال الأسابيع الأولى من الحمل، وتصل إلى ذروتها بين الأسبوعين 8 و11، ثم تبدأ بالانخفاض والاستقرار لبقية فترة الحمل.
تختلف مستويات hCG الطبيعية باختلاف فترة الحمل، ولكن يمكن تقديم القيم التقريبية التالية:
3 أسابيع من الحمل: 5 – 50 ملي وحدة دولية/مل
4 أسابيع من الحمل: 5 – 426 ملي وحدة دولية/مل
5 أسابيع من الحمل: 18 – 7,340 ملي وحدة دولية/مل
6 أسابيع من الحمل: 1,080 – 56,500 ملي وحدة دولية/مل
7-8 أسابيع من الحمل: 7,650 – 229,000 ملي وحدة دولية/مل
9-12 أسبوعًا من الحمل: 25,700 – 288,000 ملي وحدة دولية/مل
13-16 أسبوعًا من الحمل: 13,300 – 254,000 ملي وحدة دولية/مل
17-24 أسبوعًا من الحمل: 4,060 – 165,400 ملي وحدة دولية/مل
25-40 أسبوعًا من الحمل: 3,640 – 117,000 ملي وحدة دولية/مل
من المهم ملاحظة أن هذه القيم تقريبية وقد تختلف بين الأفراد.
كيف يتم إجراء فحص hCG؟
يمكن قياس مستوى hCG من خلال نوعين من الاختبارات:
اختبار البول: يُستخدم عادة في اختبارات الحمل المنزلية. يتم جمع عينة من البول ووضعها على جهاز الاختبار، الذي يكشف عن وجود hCG. يُفضل إجراء هذا الاختبار في الصباح الباكر حيث يكون تركيز الهرمون أعلى.
اختبار الدم: يُجرى في المختبرات الطبية ويُعتبر أكثر دقة. يمكن أن يكون نوعين:
اختبار نوعي: يحدد وجود أو عدم وجود hCG في الدم.
اختبار كمي (بيتا hCG): يقيس الكمية الدقيقة للهرمون في الدم، مما يساعد في متابعة تقدم الحمل أو تشخيص بعض الحالات غير الطبيعية.
لماذا يُطلب فحص hCG؟
يُستخدم فحص hCG لعدة أغراض، منها:
تأكيد الحمل: يُعتبر ارتفاع مستوى hCG أول مؤشر على حدوث الحمل.
متابعة تقدم الحمل: يساعد قياس مستويات hCG بمرور الوقت في تقييم صحة وتطور الحمل.
تشخيص الحالات غير الطبيعية: مثل الحمل خارج الرحم أو الإجهاض المحتمل، حيث قد تكون مستويات hCG غير طبيعية.
تشخيص بعض الأورام: قد ترتفع مستويات hCG في بعض أنواع السرطان، مثل سرطانات المبيض أو الخصية.
كيفية قراءة نتيجة تحليل الدم للحمل hCG
تفسير نتائج فحص hCG يعتمد على القيم المقاسة والفترة الزمنية منذ آخر دورة شهرية:
نتيجة سلبية (عدم وجود حمل): إذا كانت مستويات hCG أقل من 5 ملي وحدة دولية/مل.
نتيجة إيجابية (وجود حمل): إذا كانت مستويات hCG أعلى من 25 ملي وحدة دولية/مل.
منطقة غير مؤكدة: إذا كانت المستويات بين 5 و25 ملي وحدة دولية/مل، قد يُطلب إعادة الفحص بعد بضعة أيام للتأكد.
من المهم استشارة الطبيب لتفسير النتائج بدقة، خاصةً إذا كانت هناك أي شكوك أو أعراض غير طبيعية.
ما هي أسباب ارتفاع مستويات hCG؟
بالإضافة إلى الحمل الطبيعي، قد ترتفع مستويات hCG في الحالات التالية:
الحمل المتعدد: مثل التوائم أو الثلاثيات، حيث تكون مستويات hCG أعلى من الحمل الفردي.
الحمل العنقودي: حالة نادرة يحدث فيها نمو غير طبيعي للمشيمة.
بعض أنواع السرطان: مثل سرطانات المبيض أو الخصية.
استخدام بعض الأدوية: خاصة تلك التي تحتوي على hCG.
ما هي أسباب انخفاض مستويات hCG؟
في بعض الحالات، قد تكون مستويات hCG أقل من المتوقع، مما قد يشير إلى:
حساب خاطئ لعمر الحمل: إذا كان تقدير عمر الحمل غير دقيق، فقد تظهر مستويات hCG أقل من المتوقع.
الحمل خارج الرحم: عندما تنغرس البويضة المخصبة خارج الرحم، غالبًا في قناة فالوب، تكون مستويات hCG أقل من الطبيعي.
الإجهاض المحتمل: انخفاض hCG بشكل غير طبيعي قد يكون مؤشرًا على فقدان الحمل أو توقف نمو الجنين.
الحمل غير المستقر: بعض حالات الحمل قد لا تتطور بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات hCG.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يُنصح باستشارة الطبيب في الحالات التالية:
إذا كانت نتيجة اختبار الحمل غير واضحة أو متضاربة.
عند الشعور بأعراض غير طبيعية مثل نزيف مهبلي غير مبرر أو آلام حادة في البطن.
إذا كان هناك انخفاض أو ارتفاع غير طبيعي في مستويات hCG.
عند الحاجة إلى متابعة تطور الحمل والتأكد من سلامته.
أسئلة شائعة حول فحص hCG
1. متى يكون أفضل وقت لإجراء اختبار hCG؟
أفضل وقت لإجراء اختبار hCG هو بعد مرور أسبوع على تأخر الدورة الشهرية للحصول على نتائج دقيقة. يُفضَّل إجراء اختبار الدم على الريق للحصول على قياس أكثر دقة.
2. هل يمكن أن يكون اختبار hCG إيجابيًا كاذبًا؟
نعم، قد تحدث نتائج إيجابية كاذبة في بعض الحالات، مثل تناول أدوية تحتوي على hCG أو الإصابة ببعض أنواع السرطان التي تُفرز الهرمون.
3. هل من الممكن حدوث حمل رغم انخفاض hCG؟
نعم، في بعض الحالات، قد يكون الحمل طبيعيًا حتى لو كانت مستويات hCG منخفضة، خاصةً إذا كان عمر الحمل غير محسوب بدقة.
4. كيف يمكن زيادة هرمون hCG بشكل طبيعي؟
لا يمكن زيادة مستويات hCG بشكل مباشر، ولكن العناية بصحة الحمل، مثل تناول حمض الفوليك والتغذية الجيدة، قد تدعم التطور الصحي للحمل.
5. هل يؤثر hCG على أعراض الحمل؟
نعم، ارتفاع مستويات hCG يرتبط بزيادة أعراض الحمل، مثل الغثيان والقيء. في بعض الحالات، مثل الحمل العنقودي، قد يكون الغثيان أكثر شدة بسبب المستويات المرتفعة جدًا من الهرمون.
يُعد فحص الهرمون الموجه للغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG) أداة حيوية للكشف عن الحمل وتقييم حالته. يُستخدم أيضًا في تشخيص بعض الحالات الطبية الأخرى. من المهم متابعة مستوياته مع الطبيب المختص لضمان صحة الحمل والكشف المبكر عن أي مشكلات محتملة. إذا كنتِ تعانين من أي أعراض غير طبيعية أو لديكِ استفسارات حول نتائج الفحص، فإن استشارة الطبيب هي الخيار الأفضل.