اخبار الطب

علاج مرض السكر النمط الاول باستتخدام الطرق الحديثة

علاج مرض السكر

علاج مرض السكر النمط الاول

يعد مرض السكر أحد الامراض الخطيرة التي تداهم البشرية في العقود الاخيرة حيث اصبح مرض السكر احد اكثر الامراض الاكثر شيوعا في الفترة الاخير بسبب مشكلات مختلفة منها العمل الوراثي والبيئة والنظام الغذائي وغيرها من الأسباب التي تؤدي الي مرض السكر.

تحتاج عملية امتصاص السكر من الدم لاستخدامه في خلايا الجسم إلى هرمون الأنسولين الذي ينتجه البنكرياس. وتقوم الخلايا بعد ذلك باستقلاب السكر للحصول على الطاقة. يتسبب نقص أو غياب إنتاج الأنسولين داخل البنكرياس في الإصابة بالسكري نمط 1، وفي معظم الحالات تبدأ الإصابة في الطفولة أو المراهقة، بينما تظهر أعراض السكري نمط 1 في حالات نادرة بعد سن البلوغ وخلال المقال سنتحدث مع دكتور اوفر للتعرف ما هي طبيعة مرض السكر النوع الأول وما هي طرق العلاج المختلفة التي يمكن ان تساعد المريض في معادلة السكر في الدم

ما هو مرض السكر النمط 1

 يصنف السكر نمط 1 كمرض من أمراض المناعة الذاتية، وهو ما يعني تشكل خاطئ للأجسام المضادة داخل الجسم (أجسام مضادة للبنكرياس) والتي تقوم بتخريب الخلايا المنتجة للأنسولين داخل البنكرياس. تستمر عملية الالتهاب وتخريب خلايا البنكرياس على مدى سنوات طويلة. يمكن في معظم الحالات التعرف على تلك الأجسام المضادة في الدم، وفي بعض الحالات يمكن اكتشافها قبل بداية ظهور أعراض الداء السكري بسنوات متعددة.

أما الداء السكري الخافي ذاتي المناعة (Latent Autoimmune Diabetes) الذي يصيب البالغين فيمثل نوعاً خاصاً من السكري نمط 1 ، يصيب عامة الأشخاص فوق 25 سنة. على عكس الداء السكري التقليدي، يمكن علاج الداء السكري الخافي ذاتي المناعة عن طريق النظام الغذائي أو العلاج الدوائي بالأقراص لعدة أشهر أو حتى سنوات، قبل أن يصبح العلاج بالأنسولين ضرورياً. ومثل السكري نمط 1، يمكن اكتشاف الأجسام المضادة في الدم التي تقوم بتخريب الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس. تقوم العديد من الدراسات حالياً ببحث كفاءة العلاج بالأنسولين في مراحل مبكرة لعلاج حالات السكري الخافي ذاتي المناعة.

يتم تشخيص السكري نمط 1 عن طريق اختبارات الغلوكوز في الدم. يصل تركيز السكر الطبيعي في الدم أثناء الصيام إلى 110 مغ/ دسي لتر ويرتفع بعد ساعتين من تناول الوجبة إلى 140 مغ/ دسي لتر على الأكثر.

يدل ارتفاع تركيز السكر في الدم عن 200 مغ/ دسي لتر أو ارتفاع التركيز أثناء الصيام عن 126 مغ/ دسي لتر إلى الإصابة بالداء السكري، وكذلك ارتفاع تركيز السكر في الدم في اختبار تحمل الغلوكوز بالفم أكثر من 200 مغ/ دسي لتر.

وعند تشخيص الإصابة بالسكري نمط1، يجب أن يخضع المريض إلى فحص قاع العين واختبارات الكلية وتركيز الدهون في الدم واختبارات البول ومراقبة ضغط الدم وكذلك اختبار وظائف الأعصاب الطرفية والقدم بصفة منتظمة مرة واحدة سنوياً من أجل اكتشاف أية أمراض ناتجة عن السكري في مراحل مبكرة.

مراقبة تركيز السكر بالدم

الأنسولين ضروري للحياة على الرغم من أن الداء السكري لا يمكن الشفاء منه، لكن يمكن السيطرة عليه بالأنسولين. يجب أن يستمر علاج مرضى السكري نمط1 بحقن الأنسولين طوال الحياة من أجل التعويض عن نقص الأنسولين الطبيعي في الجسم والتحكم في تركيز السكر في الدم. هنا يصبح جهاز قياس تركيز السكر بالدم من الأجهزة الضرورية في حياة مريض السكري.

علاج الداء السكري نمط 1:

يتوافر أسلوبان للعلاج بالأنسولين في الداء السكري نمط 1

1- العلاج التقليدي المكثف بالأنسولين

يماثل العلاج المكثف بالأنسولين عملية إفراز الأنسولين الطبيعي في الجسم في الأشخاص غير المصابين بالسكري. تشمل جرعات الأنسولين الجرعات الأساسية التي يتطلبها الجسم وكذلك الجرعات الضرورية التي يحتاجها المريض بعد الوجبات الغذائية. لذلك يجب على الشخص المصاب بالسكري حقن الأنسولين متوسط المدى أو طويل المفعول 1 – 3 مرات يومياً من أجل سد الحاجة اليومية إلى الأنسولين (وهو ما يقرب من 40 – 50% من الاحتياج اليومي).

يجب على مريض السكري قياس تركيز السكر في الدم قبل تناول أية وجبة ثم حساب جرعة الأنسولين التي يحتاجها المريض اعتماداً على تركيز السكر في الدم ومقدار الطعام قي الوجبة والنشاط البدني. تحقن جرعة الأنسولين اللازمة على شكل أنسولين قصير المفعول. يعتمد نجاح هذا الأسلوب العلاجي على التدريب المكثف لكي يتعلم المريض كيفية حساب مقدار الوحدات السكرية في الطعام وتركيز الكاربوهيدرات فيه.

علاج مرض السكر
علاج مرض السكر

قاعدة عامة

تعمل وحدة فردية من الأنسولين التقليدي أو الأنسولين سريع المفعول على خفض تركيز السكر في الدم بما يعادل 40 مغ/ دسي لتر (2،2 ميلي مول/ لتر)

10 غم من السكريات تسبب ارتفاع تركيز السكر في الدم بمقدار 40 مغ/ دسي لتر (2،2 ميلي مول/ لتر)

هذه القاعدة العامة يجب أن تعدل طبقاً للحالة الفردية بما أن استجابة مرضى السكري للأنسولين تختلف من شخص إلى آخر، وتتأثر إلى حد بعيد بعوامل أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة والجهد البدني أو فقدان السوائل من الجسم.

2- العلاج بمضخة الأنسولين

تطبق هنا أيضاً قاعدة الجرعات الأساسية والجرعات الضرورية. تستخدم المضخة في حقن جرعات متواصلة من الأنسولين قصير المفعول عبر إبرة وقثطار رفيع إلى داخل الطبقة الدهنية تحت الجلد. لا يتعدى حجم المضخة عدة سنتيمترات ولا يزيد وزنها عن 100 جم. تتم برمجة المضخة لحقن الجرعة المناسبة للاحتياج اليومي. يقوم مريض السكري بقياس تركيز السكر بالدم قبل كل وجبة ثم حساب الجرعة التالية اعتماداً على تركيز السكر بالدم ومقدار الطعام في الوجبة التالية والنشاط البدني. بمجرد ضغط الزر، تقوم المضخة بحقن الجرعة الإضافية من الأنسولين. يتطلب هذا الأسلوب العلاجي بمضخة الأنسولين أيضاً التدريب المكثف.

العلاج بالخلايا المزروعة

ما زال العلاج بزرع الخلايا الجزيرية المسئولة عن أنتاج الأنسولين بالبنكرياس في مرحلة الدراسة. لا يحتاج المريض بعد الجراحة سوى إلى تناول جرعات بسيطة من الأنسولين أو قد يستطيع الاستغناء عنه تماماً. لكن مثلما يحدث في الكثير من جراحات الزرع، يخضع المريض إلى العلاج بالمستحضرات الدوائية الأخرى التي تعمل على إضعاف الجهاز المناعي ومنع الجسم من تخريب الخلايا المزروعة، وبالتالي لا يطبق هذا الأسلوب العلاجي إلا في حالات نادرة.

الإمكانيات والحدود

يعتمد الداء السكري نمط 1تماماً على العلاج بالأنسولين مدى الحياة، فالعلاج بالمستحضرات الدوائية على شكل أقراص غير فعال. في معظم الحالات ينجح العلاج بالأنسولين لكنه يعوض عن جزء فقط من الوظائف الفسيولوجية للخلايا المنتجة للأنسولين بالبنكرياس، وبالتالي يطبق العلاج بزرع الخلايا الجزيرية الصحيحة ليس فقط بهدف تجنب حقن الأنسولين، بل كذلك من أجل إنتاج مقدار من الأنسولين يلائم الاحتياج اليومي للجسم.

زرع خلايا البنكرياس أسلوب علاجي يطبق منذ عدة سنوات، في معظم الحالات بالجمع مع زرع الكلية في حالات السكري المصاحبة بالفشل الكلوي والحاجة إلى الديال. تترافق هذه الجراحة بالكثير من التأثيرات الجانبية وتتطلب العلاج الدائم بالمواد التي تثبط الجهاز المناعي. لذلك تعتبر جراحة زرع الخلايا الجزيرية المعزولة بديلاً فعالاً للعلاج. هنا يتم داخل المختبر عزل الخلايا الجزيرية المأخوذة من بنكرياس متبرع، ثم تنقيتها وحقنها داخل الشريان البابي تحت التخدير الموضعي، لتنتقل إلى الكبد. تحتبس أنسجة الكبد الخلايا الجزيرية المزروعة لتبدأ التحكم في تركيز السكر بالدم وإنتاج الأنسولين عند الحاجة. يمكن تحضير الخلايا الجزيرية قبل الحقن بأسلوب يغني عن العلاج الدوائي المثبط للجهاز المناعي أو في أسوأ الأحوال يتلقى المريض العلاج بالأنسولين لفترة قصيرة فقط. وحتى في حال احتياج المريض إلى مواصلة العلاج بحقن جرعات صغيرة من الأنسولين يومياً، تؤثر الخلايا الجزيرية المزروعة تأثيراً إيجابياً على عمليات الأيض داخل الجسم.

هذا وتجرى في الوقت الحاضر عدة أبحاث مكثفة لدراسة أساليب تحسين وتطوير هذا الأسلوب العلاجي.

تستخلص الخلايا الجزيرية التي تستخدم في الزرع في الوقت الحالي من أعضاء متبرعين. وبما أن العلاج يتطلب زرع عدد كبير من الخلايا، وأن عملية تحضيرها تتسبب في فقدان عدد ضخم منها، فإنه تتم حالياً دراسة إمكانية استخدام خلايا من الخنزير والتي قد توفر حلاً للمشكلة التي يواجهها العلاج بالزرع وهي نقص عدد المتبرعين بالبنكرياس من أجل علاج جميع الحالات التي تختار العلاج بالزرع.

من ناحية أخرى يجري حالياً اختبار إمكانية تخليق الخلايا الجزيرية في المختبر، واستنباطها من الخلايا الجذعية. ليس من الواضح حتى الآن مدى استفادة مجموعات كبيرة من المرضى من النتائج التي سوف تحققها تلك الأبحاث، ولا يمكن التنبؤ بالتطور الذي سوف يشهده علاج الداء السكري نمط 1، لكننا نحرص على مراقبة ومتابعة تلك التطورات.

 

السابق
سكر الحمل:مخاطر المرض-طرق العلاج
التالي
اعراض مرض السكري عند الاطفال والشباب وطرق العلاج المختلفة